يعتقد العلماء أنَّ الذئاب الرهيبة كانت من ضِمن الحيوانات اللاحمة الضخمة الأكثر شيوعًا والأوسع انتشارًا في منطقة أمريكا خلال الحقبة البليستوسينية، لكنَّنا لا نعرف سوى معلوماتٍ قليلة نسبيًّا عن تطورها وانقراضها.
ومن أجل وضع نموذجٍ للتاريخ التطوري لهذا النوع من الذئاب، عمل الباحثون في هذا البحث المنشور في دورية نايتشر على تعيين تسلسل خمسة جينومات مأخوذة من عظام متحجرة جزئيًّا، يتراوح عمرها من 13 ألف سنة إلى أكثر من 50 ألف سنة.
وتشير نتائج الباحثين إلى أنَّه رغم تشابُه الذئاب الرهيبة مع الذئاب الرمادية الموجودة حاليًّا من ناحية الشكل والبِنْية، فإنَّها كانت سلالةً مختلفة إلى حد كبير، تفرَّعت من عائلة الكلبيات الموجودة حاليًّا قبل حوالي 5.7 مليون سنة. وعلى عكس أمثلة التهجين العديدة الملاحَظة بين أنواع عائلة الكلبيات، لا يوجد دليل على حدوث تدفقٍ جيني بين الذئاب الرهيبة، وأيٍّ من نوعي الذئاب الرمادية، وذئاب البراري (حيوانات القيوط)، وهما نوعان عاشا في أمريكا الشمالية. ويشير هذا إلى أنَّ الذئاب الرهيبة تطورت بمعزلٍ عن الأسلاف البليستوسينية لهذين النوعين.
كما تؤيد النتائج التي توصَّل إليها الباحثون فكرة أنَّ نوع الذئاب الرهيبة قد نشأ مبكرًا في العالم الجديد، في حين تطوَّرت أسلاف الذئاب الرمادية، وذئاب البراري، والكلاب البرية الآسيوية (كلاب الدُّوْل) في منطقة أوراسيا، ولم تستوطن أمريكا الشمالية إلا في حقبةٍ متأخرة نسبيًّا.
